عنده ورق السمر أربعة أشهر..
مطابقته للترجمة من حيث إن المجير ملتزم للمجار أن لا يؤذي من جهة من أجار منه وكان ضمن له أن لا يؤذي وأن تكون العهدة في ذلك عليه، وبهذا يحصل الجواب عما قيل، كان المناسب أن يذكر هذا في كفالة الأبدان كما ناسب * (والذين عاقدت أيمانكم) * (النساء: 33). كفالة الأموال.
ذكر رجاله وهم تسعة: الأول: يحيى بن بكير، هو يحيى بن عبد الله بن بكير أبو زكريا المخزومي. الثاني: الليث بن سعد. الثالث: عقيل، بضم العين: ابن خالد. الرابع: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري. الخامس: عروة بن الزبير بن العوام. السادس: أبو صالح، واختلف في اسمه، فقال أبو نعيم والأصيلي والجياني وآخرون: إنه سليمان ابن صالح ولقبه سلمويه وقال الإسماعيلي هو أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث وقال الدمياطي: هو أبو صالح محبوب بن موسى الفراء. قيل: المعتمد على الأول لأنه وقع في رواية ابن السكن عن الفربري عن البخاري، قال: قال أبو صالح سلمويه: حدثنا عبد الله بن المبارك. السابع: عبد الله بن المبارك. الثامن: يونس بن يزيد. التاسع: أم المؤمنين عائشة، رضي الله تعالى عنها.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين وبصيغة الإفراد في موضع. وفيه: الإخبار بصيغة الإفراد في موضعين. وفيه: العنعنة في ثلاثة مواضع. وفيه: القول في ستة مواضع. وفيه: أن شيخه مذكور بنسبته إلى جده، وأنه والليث وأبا صالح على قول من يقول: إنه كاتب الليث مصريون، وعقيل إيلي والزهري وعروة مدنيان وعبد الله بن المبارك وأبو صالح، على قول من يقول: إنه سلمويه، مروزيان، وعبد الله على قول من يقول: أبو صالح كاتب الليث، هو عبد الله بن وهب، مصري.
وقد مضى صدر هذا الحديث في أبواب المساجد في: باب المسجد يكون في الطريق، فإنه أخرجه هناك: عن يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، قالت: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان... الحديث مختصرا.
ذكر معناه: قوله: (قال ابن شهاب: فأخبرني عروة)، فيه محذوف. وقوله: (فأخبرني)، عطف عليه تقديره: قال ابن شهاب: أخبرني كذا وكذا، وعقيب ذلك أخبرني بهذا. قوله: (قال أبو عبد الله)، هو البخاري نفسه. قوله: (وقال أبو صالح: حدثني عبد الله)، هذا تعليق سقط من رواية أبي ذر، وساق الحديث عن عقيل وحده. قوله: (لم أعقل أبوي)، أي: لم أعرف، يعني ما وجدتهما منذ عقلت إلا متدينين بدين الإسلام. قوله: (قط)، بتشديد الطاء المضمونة للنفي في الماضي، تقول ما رأيته قط. وقال أبو علي: وقد تجزم إذا كانت بمعنى التعليل، وتضم وتثقل إذا كانت في معنى الزمن والحين من الدهر، تقول: لم أر هذا قط، وليس عندي إلا هذا فقط. قوله: (وهما يدينان الدين)، أي: يطيعان الله، وذلك أن مولدها بعد البعث بسنتين، وقيل: بخمس، وقيل: بسبع، ولا وجه له لإجماعهم أنها كانت حين هاجر النبي، صلى الله عليه وسلم، بنت ثمان، وأكثر ما قيل أن مقامه بمكة بعد البعث ثلاث عشرة سنة، وإنما يصح خمس على قول من يقول: أقام ثلاث عشرة سنة، وسنتين على قول من يقول: أقام عشرا بها، وتزوجها وهي بنت ست، وقيل: سبع، وبنى بها وهي بنت تسع، ومات عنها وهي بنت ثماني عشر سنة، وعاشت بعده ثمان وأربعين سنة. قوله: (فلما ابتلى المسلمون) أي: بإيذاء المشركين. قوله: (خرج أبو بكر مهاجرا) أي: حال كونه مهاجرا. وقال الأزهري: أصل المهاجرة عند العرب خروج البدوي من البادية إلى المدن، يقال: هاجر البدوي إذا حضر وأقام كأنه ترك الأولى للثانية. قوله: (حتى إذا بلغ برك الغماد)، بفتح الباء الموحدة على الأكثر، ويروى بكسرها وبسكون الراء وبالكاف، وفي (المطالع): وبكسر الباء، وقع للأصيلي والمستملي وأبي محمد الحموي، قال: وهو موضع بأقاصي هجر، والغماد، بكسر الغين وضمها. كذا ذكره ابن دريد. وف (معجم) البكري، قال أحمد بن يعقوب الهمداني: برك الغماد في أقصى اليمن. قال أبو محمد: برك ونعام موضعان في أطراف اليمن. وقال الهجري: برك من اليمامة. وقيل: إن البرك والبريك مصغرا لبني هلال بن عامر. قوله: (ابن الدغنة)، بفتح الدال المهملة