3402 حدثنا عبيد بن إسماعيل قال حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله تعالى عنه نذر في الجاهلية أن يعتكف في المسجد الحرام قال أراه قال ليلة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أوف بنذرك..
مطابقته للترجمة من حيث إن عمر نذر في الجاهلية أن يعتكف في المسجد الحرام، ثم أسلم بعد ذلك، فلما ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال له: (أوف بنذرك)، والحديث تكرر ذكره بحسب وضع التراجم، وعبيد بن إسماعيل اسمه في الأصل: عبد الله يكنى أبا محمد الهباري القرشي الكوفي، وهو من أفراده، وأبو أسامة حماد بن أسامة الليثي، وعبيد الله بن عمر العمري، قوله: (قال أراه) أي: قال عبيد بن إسماعيل شيخ البخاري: (أراه)، بضم الهمزة، أي: أظنه. وقال الكرماني: قوله: (قال أراه) الظاهر أنه لفظ البخاري نفسه. والله أعلم.
71 ((باب الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان)) أي: هذا باب في بيان مباشرة الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان، وكأنه أشار بذلك إلى أن الاعتكاف لا يختص بالعشر الأخير، وإن كان فيه أفضل.
4402 حدثنا عبد الله بن أبي شيبة قال حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما.
(الحديث 4402 طرفه في: 8994).
مطابقته للترجمة في قوله: (عشرين يوما) لأن فيه العشر الأوسط من رمضان، وعبد الله هو ابن محمد بن أبي شيبة أبو بكر الكوفي، وأبو بكر هو ابن عياش المقري، وأبو حصين، بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين: اسمه عثمان بن عاصم، وأبو صالح ذكوان الزيات السمان.
وأخرجه البخاري أيضا في فضائل القرآن: عن خالد بن يزيد. وأخرجه أبو داود في الصوم: عن هناد بن السري بقصة الاعتكاف. وأخرجه النسائي في فضائل القرآن: عن عمرو بن منصور، وفي الاعتكاف: عن موسى بن حزام، وأخرجه ابن ماجة في الصوم: عن هناد بتمامه، ويحتمل أن يكون، صلى الله عليه وسلم، إنما ضاعف اعتكافه في العام الذي قبض فيه من أجل أنه علم بانقضاء أجله، فأراد استكثار عمل الخير ليسن لأمته الاجتهاد في العمل إذا بلغوا أقصى العمر، ليلقوا الله على خير أحوالهم، وقيل: السبب فيه أن جبريل، عليه الصلاة والسلام، كان يعارضه بالقرآن في رمضان، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه به مرتين، فلذلك اعتكف قدر ما كان يعتكف مرتين، وقال ابن العربي: يحتمل أن يكون سبب ذلك أنه لما ترك الاعتكاف في العشر الأخير بسبب ما وقع من أزواجه، واعتكف بدله عشرا من شوال، اعتكف في العام الذي يليه عشرين ليتحقق قضاء العشر في رمضان. وقيل: يحتمل أنه كان في العام الذي قبله كان مسافرا فلم يعتكف، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين.
وقال ابن بطال: مواظبته، صلى الله عليه وسلم، على الاعتكاف تدل على أنه من السنن المؤكدة. قلت: قاعدة أصحابنا أن مواظبته، صلى الله عليه وسلم، على عمل يدل على الوجوب، والسنة المؤكدة في قوة الواجب، وقال ابن المنذر: روينا عن عطاء الخراساني أنه كان يقول: مثل المعتكف كمثل عبد ألقى نفسه بين يدي ربه، ثم قال: رب لا أبرح حتى تغفر لي، لا أبرح حتى ترحمني.
81 ((باب من أراد أن يعتكف ثم بدا له أن يخرج)) أي: هذا باب في بيان شأن من أراد الاعتكاف، ثم بدا له أي: ظهر له أن يخرج، ومراده أن يترك ولا يباشر.
5402 حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا الأوزاعي قال