مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج ٢ - الصفحة ٢٧٦
الله قال فإنها مثل شوك السعد ان غير أنه لا يعلم قدر عظمها الا الله تعالى فتخطف الناس باعمالهم فمنهم الموبق بعمله ومنهم المخردل ثم يعجوا حتى إذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين العباد وأراد ان يخرج من النار من أراد أن يرحم ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود وحرم الله على النار ان تأكل من ابن آدم أثر السجود فيخرجونهم قد امتحشوا فيصب عليهم من ماء يقال له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في حميل السل ويبقى رجل يقبل بوجهه إلى النار فيقول أي رب قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فاصرف وجهي عن النار فلا يزال يدعو الله حتى يقول فلعلي ان أعطيتك ذلك أن تسألني غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره فيصرف وجهه عن النار فيقول بعد ذلك يا رب قربني إلى باب الجنة فيقول أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فلا يزال يدعو حتى يقول فلعلي ان أعطيتك ذلك أن تسألني غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره ويعطي من عهوده ومواثيقه ان لا يسأل غيره فيقربه إلى باب الجنة فإذا دنا منها انفهقت له الجنة فإذا رأى ما فيها من الحبرة والسرور سكت ما شاء الله ان يسكت ثم يقول يا رب أدخلني الجنة فيقول أوليس قد زعمت أن لا تسأل غيره وقد أعطيت عهودك ومواثيقك ان لا تسألني غيره فيقول يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها فإذا أدخل قيل له تمن من كذا فيتمنى ثم يقال تمن من كذا فيتمنى حتى تنقطع به الأماني فيقول له هذا لك ومثله معه قال وأبو سعيد جالس مع أبي هريرة ولا يغير عليه شيئا من قوله حتى إذا انتهى إلى قوله هذا لك ومثله معه قال أبو سعيد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا لك وعشرة أمثاله معه قال أبو هريرة حفظت مثله معه قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احتجت الجنة والنار فقالت الجنة يا رب مالي لا يدخلني الا فقراء الناس وسقطهم وقالت النار مالي لا يدخلني الا الجبارون والمتكبرون فقال للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء وقال للجنة أنت رحمتي أصيب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها فاما الجنة فان الله يشئ لها ما يشاء وأما النار فيلقون فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع قدمه فيها فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط قط حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزناد أدركه لا محالة وزنا العين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تمنى وتشتهى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل لا يؤدى زكاة ماله الا جعل يوم القيامة صفائح من نار يكوى بها جبينه وجبهته وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة تطؤه بأخفافها حسبته قال وتعضه بأفواهها يرد أولها عن آخرها حتى يقضى بين الناس ثم يرى سبيله وان كانت غنما فكمثل ذلك الا انها تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال قال معمر أخبرني الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث لم تمسه النار الا تحلة القسم يعنى الورود حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»
الفهرست