أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٣٢
أبغيهما على جمل لي فرفع لي بيتان في فضاء من الأرض فقصدت قصدهما فوجدت في أحدهما شيخا كبيرا، فبينما هو يخاطبني وأخاطبه إذ نادته امرأة قد ولدت قال وما ولدت قالت جارية قال فادفنيها فقلت أنا أشتري منك روحها لا تقتلها فاشتريتها بناقتي وولديهما والبعير الذي تحتي. وظهر الاسلام وقد أحييت ثلاثمائة وستين موءودة أشتري كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل، فهل لي من أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا باب من البر لك أجره إذ من الله عليك بالاسلام (23).
ولما كانت إعالة البنت تسبب ضائقة اقتصادية لوالدها، أمرت قريش بطلاق بنات رسول الله صلى الله عليه وآله كالآتي خبره:
روى ابن إسحاق قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية أو أم كلثوم، فلما بادي قريشا بأمر الله تعالى وبالعداوة، قالوا: إنكم قد فرغتم محمدا من همه، فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن. فمشوا إلى أبي العاص فقالوا له: فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت، قال: لاها لله، إني لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يثني عليه في صهره خيرا، فيما بلغني. ثم مشوا إلى عتبة بن أبي لهب، فقالوا له: طلق بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة من قريش شئت، فقال: إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص، أو بنت سعيد بن العاص فارقتها، فزوجوه بنت سعيد بن العاص وفارقها. ولم يكن دخل بها، فأخرجها الله من يده كرامة لها وهوانا له، وخلف عليها عثمان بن عفان بعده (24).
هكذا فعلت قريش لما أرادت أن تكيد رسول الله كيدا يقعده عن دعوته

(٢٣) أسد الغابة ٣ / 21.
(24) سيرة ابن هشام 2 / 296.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»