أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١٧
تمهيد لقد انتبه كثير من الباحثين إلى ما في الحديث النبوي الشريف، من اختلاف بين بين حديث وآخر منه، أو بين بعض تلك الأحاديث وآي من القرآن الكريم، فحدا ذلك بفريق من علمائنا السالفين إلى " تأويل مختلف الحديث وبيان مشكله (1) "، ليدفعوا بذلك ما أورد على نبي الاسلام وحديثه.
كما أن الخصومة قد دفعت فريقا آخر من الباحثين من أمثال الملاحدة ومبشري النصارى، ولفيف من المستشرقين، إلى توجيه مختلف الطعن والنقد إلى نبي الاسلام ودينه، مستندين في هجومهم العنيف إلى ما في ظواهر تلك الأحاديث من تهافت واختلاف. وقد فات أولئك وهؤلاء أن تلك المجموعة الضخمة من الأحاديث والتي يناقض بعضها بعضا ليست كلها سياقا واحدا ليؤلف مجموعها وحدة تدرس على ضوء أنها صادرة عن نبي الاسلام، وإنما هي مجموعات مختلفة من أحاديث رويت لنا عن رواة مختلفين، وعلى الباحث أن يقوم بتصنيفها نسبة إلى رواتها، فينسب إلى " أم المؤمنين عائشة " - مثلا - أحاديثها، وإلى " أنس " و " أبي هريرة " و " ابن عمر " (2) أحاديثهم، ثم يدر أحاديث كل

(١) ابن قتيبة: عبد الله بن مسلم (٢٨٠ أو ٢٧٦ ه‍) مؤلف " تأويل مختلف الحديث ". وآبن فورك:
أبو بكر محمد أو حسين بن فورك (٤٤٦ أو ٤٠٦ ه‍) ألف " بيان مشكل الحديث ".
والطحاوي: أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلمة أو سلامة بن عبد الملك الأزدي (٣٢١ أو ٣٢٢ ه‍) ألف: " بيان مشكلات الآثار ".
(٢) أ - أنس بن مالك بن النضر الخزرجي النجاري جاء في حديثه انه خدم النبي عشر سنين وقد خرجوا له ٢٢٨٦ حديثا، توفي سنة (٩٢ أو ٩٣ ه‍) في البصرة ودفن هناك.
ترجمته في الاستيعاب ص ٤٠ وفي أسد الغابة ١ / ١٢٧ - ١٢٩ وفي الإصابة ١ / 227 وجوامع السيرة 276.
ب - أبو هريرة الدوسي. اختلفوا في اسمه ونسبه ولم يكن في الصحابة من روى عن النبي أكثره منه، اخرجوا له 5374 حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله توفي سنة 57 أو 58 ه‍ ودفن في البقيع.
جوامع السيرة ص 276 وترجمته في ابن سعد 7 / 20، والاستيعاب وأسد الغابة، والإصابة.
ج - عبد الله ابن الخليفة عمر بن الخطاب، توفي بمكة سنة ثلاث وسبعين وكان سبب موته ان الحجاج أمر رجلا فسم زج رمحه وزحمه في الطريق ووضع الزج في ظهر قدمه، وقد اخرجوا له، 2630 حديثا.
جوامع السيرة ص 276. ترجمته في الاستيعاب 1579 وأسد الغابة. والإصابة.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 15 17 18 19 20 21 22 ... » »»