التحصين - ابن فهد الحلي - الصفحة ٦
وبحق أقول لكم ان الزق إذا لم ينخرق يوشك يكون وعاء العسل كذلك القلوب ما لم تخرقها الشهوات أو يدنسها الطمع أو يقسيها النعيم فسوف تكون أوعية الحكمة 3 - وروى فيما أوحى الله تعالى إلى داود يا داود حذر وأنذر أصحابك من كل الشهوات فإن القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة عنى 4 - وفي الحديث من اكل طعاما للشهوة حرم على قلبه الحكمة ويحتاج صاحبها إلى ثلاثة أشياء الأول قطع الطمع عن الخلق الثاني ان ييأس من شئ ويأنس بالله سبحانه كما سيجئ في صفاتهم حتى قال قائلهم عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى * وصوت انسان فكدت أطير الثالث الهيبة بحيث لا يجرأ الراغب في الدنيا ان يذكر بين يديه شيئا منها فربما ثارت نفسه وانبعثت ارادته وانتعشت شهواته فيحتاج قسرها وتأديبها ومجاهدتها وفي ذلك شغل شاغل له.
5 - ولقد كان رسول الله (ص) حين يدخل إحدى زوجاته فيجد على بابها الستر وفيه التصاوير فيقول غيبيه عنى فانى إذا نظرت إليه ذكرت وزخارفها
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست