اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٤٩٥
والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر. فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري. فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: أي وربي وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (5). يا جابر، إن هذا أمر من أمر الله عز وجل وسر من سر الله علمه مطوى عن عباد الله، إياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر (6).
فصل:
أقول: ومن نظر في هذا الحديث المعظم الذي هو حجة على من وصل إليه عرف أن النبي صلى الله عليه وآله ما ترك لأحد حجة عليه في علي سلام الله عليه، وفي ولده المهدي صلوات الله عليه وطول غيبته، وكان ذك من آيات الله جل جلاله، وحجج محمد رسوله صلى الله عليه وآله، أخبر بولادة آباء المهدي صلوات الله عليهم وولادته قبل وجوده وأخبر بتكامل صفاتهم في العلم والعمل كما كانوا عليه بعد وجودهم، ثم أخبر بطول غيبة المهدي عليه السلام قبل أن يعلم بما انتهت إليه حال المهدي عليه السلام في الغيبة إليه فلله جل جلاله ولمحمد صلى الله عليه وآله الحجة البالغة على من أرسل إليه في دار الفناء ويوم الجزاء.

(5) سورة آل عمران، آية 141.
(6) أورده في البحار ج 38 ص 126 ب 61 ح 76.
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»