واحتجوا بذلك (1) قول الله تعالى " بيدي استكبرت " (2) وبعضهم يقول: هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة، فما عندك في هذا يا ابن رسول الله؟ قال: فكان (3) متكأ فاستوى جالسا وقال: اللهم عفوك عفوك. ثم قال: يا يونس (4) من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك، ومن زعم أن لله جوارحا كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله، فلا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، فوجه الله أنبياؤه (5)، وقوله " خلقت بيدي استكبرت " فاليد القدرة كقوله " وأيدكم بنصره "، فمن زعم أن الله في شئ أو على شئ أو تحول (6) من شئ إلى شئ أو يخلو منه شئ أو يشغل به شئ فقد وصفه بصفة المخلوقين، والله خالق كل شئ لا يقاس بالقياس ولا يشبه بالناس، لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان، قريب في بعده بعيد في قربه، ذلك الله ربنا لا إله غيره، فمن أراد الله وأحبه بهذه الصفة [فهو من (7) الموحدين، ومن أحبه بغير هذه الصفة]
(٢٥٦)