كتاب المؤمن - الحسين بن سعيد - الصفحة ١١
بالعمل الصالح، والدفاع عن الحق خلال حقبة حكم العباسيين، الذين كانوا يطاردون المؤمنين من شيعة علي والحسين عليهما السلام.
ومع كل ذلك كان الاخوان يتحركان في كل جانب، لا تأخذهما في الله لومة لائم، ولم يتركوا الأمور على غاربها، بل خاضوا لجج البحار، وحاموا عن الذمار، و دافعوا عن أحقية آل محمد المصطفين الأطهار، باللسان والبنان، بأوضح صورة وأجلى بيان.
فهذا الحسين بن سعيد كان يدافع وينافح بطرق وأساليب مختلفة عن البيت الهاشمي، في نشر أخبارهم وعلومهم ومآثرهم، فكان يتصل بالمخالفين، ويعرض بضاعته النادرة الثمينة، من كنوز علومهم، بروح سامية، ونية خالصة لوجهه الكريم، تطبيقا لما ورد عنهم عليهم السلام: رحم الله عبدا أحيا أمرنا 1، لعله يكثر عدد محبيهم، والمتبصرين لولايتهم.
وبالفعل فقد أبلغ الرسالة وأوصل عددا من الشخصيات إلى الإمام الرضا سلام الله عليه، فتمت هدايتهم وتبصرتهم ومعرفتهم بأعدال الكتاب، وسفن النجاة، والحجج على العباد، بعد أن كانوا عنهم غافلين أو معرضين، ولمنهجهم مخالفين، ولأعدائهم موالين.
ومن هؤلاء الشخصيات: إسحاق بن إبراهيم الحضيني، وعلي بن الرسان، وعلي بن مهزياروعبد الله بن محمد الحضيني، وغيرهم، حتى جرت الخدمة على أيديهم، وصنفوا الكتب الكثيرة 3، كل ذلك بفضل الله أن جعله سببا في هداية القوم، فلله دره، وعلى الله أجره.
وأخيرا انتقل الحسين بن سعيد، هذا المحدث العظيم، إلى " قم " فنزل على الحسن بن أبان، وتوفي فيها، فرحمة الله عليه يوم ولد، ويوم مات، ويوم يبعث حيا، وحشره الله مع من والاهم، آمين رب العالمين.
السيد محمد باقر الموحد الأبطحي " الأصفهاني "

(١) الكافي: ٢ / 175 ح 2 (2) ذكره البرقي (3) النجاشي ص 46
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست