التغني بالقرآن - لبيب السعيد - الصفحة ٢٣
ومعنى قوله: (يأذن): يستمع له، يقال: أذنت للشئ، آذن، أذنا، إذا استمعت له قال الشاعر:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا قال عدى بن زيد العبادي:
أيها القلب، تعلل بددن ان همى في سماع وأذن والأذان السماع (1) قالوا: ومعقول عند ذوي الحجى أن الترنم لا يكون إلا بالصوت إذا حسنه المترنم وطرب به (2) قال الطبري: (وهذا الحديث من أبين البيان أن ذلك كما قلنا، قال: ولو كان كما قال ابن عيينة يعنى يستغنى به عن غيره لم يكن لذكر حسن الصوت والجهر به معنى والمعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذي هو حسن الصوت بالترجيع. قال الشاعر:
تغن بالشعر إذا ما كنت قائله إن الغناء لهذا الشعر مضمار وأما ادعاء الزاعم أن (تغنيت) بمعنى (استغنيت)

(1) أنظر: الشريف المرتضى: المرجع السابق (2) ابن القيم: المرجع السابق ص 191
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست