إبراهيم الخليجي وكان من قواد بنى طوطون وتخلف عن محمد بن سليمان وكتب إلى المكتفى عيسى النوشزي بالخبر وكثرت جموع الخليجي وزحف إلى مصر فخرج النوشزي هاربا إلى الإسكندرية وملك الخليجي مصر وبعث المكتفى العساكر مع فاتك مولى أبيه المعتضد وبدر الحمامي وعلى مقدمتهم أحمد بن كيغلغ في جماعة من القواد ولقيهم الخليجي على العريش في صفر سنة ثلاث وتسعين فهزمهم ثم تراجعوا وزحفوا إليه وكانت بينهم حروب فنى فيها أكثر أصحاب الخليجي وانهزم الباقون فظفر عسكر بغداد ونجا الخليجي إلى الفسطاط واختفى به ودخل قواد المكتفى المدينة وأخذوا الخليجي وحبسوه وكان المكتفى عندما بلغته هزيمة ابن كيغلغ وسار ابن كيغلغ في ربيع وبرز المكتفى من ورائهم يسير إلى مصر فجاءه كتاب فاتك بالخبر وبحبس الخليجي فكتب المكتفى بحمله ومن معه إلى بغداد وبرز من تكريت فبعث فاتك بهم وحبسوا ببغداد ورجع عيسى النوشزي إلى مصر في منتصف ثلاث وتسعين فلم يزل واليا عليها إلى أن توفى في شعبان سنة سبع وتسعين لخمس وسنين من ولايته وشهرين وقام بأمره ابنه محمد وولى المقتدر على مصر أبا منصور تكين الخزري فقدمها آخر شوال من سنة سبع وتسعين وقام واليا عليها واستفحلت دولة العلويين بالمغرب وجهز عبيد الله المهدى العساكر مع ابنه أبى القاسم سنة احدى وثلثمائة فملك برقة في ذي الحجة آخرها ثم سار إلى مصر وملك الإسكندرية والفيوم وبلغ الخبر إلى المقتدر فقلد ابنه أبا العباس مصر والمغرب وعمره يومئذ أربع سنين وهو الذي ولى الخلافة بعد فاتك ولقب الراضي ولما قلده مصر استخلف له عليها مؤنسا الخادم وبعثه في العساكر إلى مصر وحار بهم فهزمهم ورجعوا إلى المغرب فأعاد عبيد الله العساكر سنة ثنتين مع قائده حامسة الكتامي وجاء في الأسطول فملك الإسكندرية وسار منها إلى مصر وجاءه مؤنس الخادم في العساكر فقاتله وهزمه ثم كانت بينهم وقعات وانهزم أصحاب المهدى آخرا في منتصف ثنتين وثلثمائة وقتل منهم نحوا من سبعة آلاف ورجعوا إلى المغرب فقتل المهدى حامسة وعاد مؤنس إلى بغداد * (ولاية ذكاء الأعور) * لم يزل تكين الخزري واليا على مصر استخلافا إلى أن صرف آخر ثنتين وثلثمائة فولى المقتدر مكانه أبا الحسن ذكاء الأعور وقدم منتصف صفر من سنة ثلاث فلم يزل واليا عليها إلى أن توفى سنة سبع لأربع سنين من ولايته * (ولاية تكين الخزري ثانية) *
(٣١١)