من الرشيد في ذلك وضيق عليه واستأذنه في الصيد فمضى إلى قصر مقاتل ونكره الهادي وأظهر خفاءه وبسط الموالى والقواد فيه ألسنتهم * (وفاة الهادي وبيعة الرشيد) * ثم خرج الهادي إلى حديقة الموصل فمرض واشتد مرضه هنالك واستقدم العمال شرقا وغربا ولما ثقل تآمر القواد الذين بايعوا جعفرا في قتل يحيى بن خالد ثم أمسكوا خوفا من الهادي ثم توفى الهادي في شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة وقيل توفى بعد أن عاد من حديقة الموصل ويقال ان أمه الخيزران وصت بعض الجواري عليه فقتلته لأنها كانت أول خلافته تستبد عليه بالأمور فعكف الناس واختلفت المواكب ووجد الهادي لذلك فكلمته يوما في حاجة فلم يجبها فقالت قد ضمنتها لعبد الله بن مالك فغضب الهادي وشتمه وحلف لا قضيتها فقامت مغضبة فقال مكانك والا انتفيت من قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن بلغني أن أحدا من قوادي وخاصتي وقف ببابك لأضربن عنقه ولأقبضن ماله ما للمواكب تغدو وتروح عليك أما لك مغزل يشغلك أو مصحف يذكرك أو بيت يصونك إياك إياك لا تفتحي بابك لمسلم ولا ذمي فانصرفت وهي لا تعقل ثم قال لأصحابه أيكم يحب أن يتحدث الرجال بخبر أمه ويقال فعلت أم فلان وصنعت فقالوا لا نحب ذلك قال فما بالكم تأتون أمي فتتحدثون معها فيقال انه لما جد في خلع الرشيد خافت عليه منه فلما ثقل مرضه وصت بعض الجواري فجلست على وجهه فمات وصلى عليه الرشيد وجاء هرثمة بن أعين إلى الرشيد فأخرجه وأجلسه للخلافة وأحضر يحيى فاستوزره وكتب إلى الأطراف بالبيعة وقيل إن يحيى هو الذي جاءه وأخرجه فصلى على الهادي ودفنه إلى يحيى وأعطاه خاتمه وكان يحيى يصدر عن رأي الخيزران أم الرشيد وعزل لأول خلافته عمر بن عبد العزيز العمرى عن المدينة وولى مكانه إسحاق بن سليمان وتوفى يزيد بن حاتم عامل إفريقية فولى مكانه روح بن حاتم ثم توفى فولى مكانه ابنه الفضل ثم قتل فولى هرثمة بن أعين كما يذكر في أخبار إفريقية وأفرد الثغور كلها عن الجزيرة وقنسرين وجعلها عمالة واحدة وسماها العواصم وأمره بعمارة طرسوس ونزلها الناس وحج لأول خلافته وقسم في الحرمين مالا كثيرا وأغزى بالصائفة سليمان بن عبد الله البكائي وكان على مكة والصائف عبد الله ابن قثم وعلى الكوفة عيسى بن موسى وعلى البحرين والبصرة واليمامة وعمان والأهواز وفارس محمد بن سليمان بن علي وعلى خراسان أبو الفضل العباس بن سليمان الطوسي ثم عزله وولى مكانه جعفر بن محمد بن الأشعث فسار إلى خراسان وبعث ابنه العباس إلى كابل فافتتحها وافتتح سابهار وغنم ما كان فيها ثم استقدمه الرشيد فعزله وولى مكانه
(٢١٧)