وحمل برسول الله صلى الله عليه وسلم في عاشر المحرم. وولد يوم الاثنين لثنتي عشرة خلت من رمضان سنة ثلاث وعشرين من غزوة أصحاب الفيل.
هكذا رواه أبو نعيم وفيه غرابة.
حواضنه ومراضعه عليه الصلاة والسلام كانت أم أيمن واسمها بركة تحضنه، وكان قد ورثها عليه الصلاة والسلام من أبيه فلما كبر أعتقها وزوجها مولاه زيد بن حارثة (1)، فولدت له أسامة بن زيد رضي الله عنهم. وأرضعته مع أمه عليه الصلاة والسلام مولاة عمه أبي لهب ثويبة (2) قبل حليمة السعدية. أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما (3) من حديث الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أم سلمة (4) عن أم حبيبة بنت أبي سفيان. قالت: يا رسول الله أنكح أختي بنت أبي سفيان - ولمسلم عزة بنت أبي سفيان -. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أو تحبين ذلك؟ " قلت نعم! لست لك بمخلية، وأحب من شاركني في خير أختي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فإن ذلك لا يحل لي " قالت فإنا نحدث انك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة - وفي رواية درة بنت أبي سلمة قال: " بنت أم سلمة؟ " قلت نعم قال:
" إنها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي. إنها لابنة أخي من الرضاعة. أرضعتني وأبا سلمة ثويبة. فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن " زاد البخاري قال عروة. وثويبة مولاة لأبي لهب أعتقها فأرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر خيبة (5). فقال له ماذا لقيت؟ فقال أبو لهب لم ألق بعدكم خيرا غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة - وأشار إلى النقرة (6) التي بين الابهام والتي تليها من الأصابع -.
وذكر السهيلي وغيره: أن الرائي له هو أخوه العباس. وكان ذلك بعد سنة من وفاة أبي لهب بعد وقعة بدر. وفيه أن أبا لهب قال للعباس إنه ليخفف علي في مثل يوم الاثنين. قالوا لأنه لما بشرته ثويبة بميلاد ابن أخيه محمد بن عبد الله أعتقها من ساعته فجوزي بذلك لذلك.