الإصابة - ابن حجر - ج ٢ - الصفحة ٤٩٦
علمت وقد رأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما فقال زيد ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت مني بمكان الأب والعم فقالا ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك قال نعم إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا فدعى زيد بن محمد حتى جاء الله بالاسلام وقد ذكر بن إسحاق قصة مجئ حارثة والد زيد في طلبه بنحوه وقال بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس لما تبنى النبي صلى الله عليه وسلم زيدا زوجه زينب بنت جحش وهي بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك مولاته أم أيمن فولدت له أسامة ثم لما طلق زينب زوجه أم كلثوم بنت عقبة وأمها أروى بنت كريز وأمها البيضاء بنت عبد المطلب فولدت له زيد بن زيد ورقية ثم طلق أم كلثوم وتزوج درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب ثم طلقها وتزوج هند بنت العوام أخت الزبير وقال بن عمر ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت ادعوهم لآبائهم الحديث أخرجه البخاري ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم سماه زيدا لمحبة قريش في هذا الاسم وهو اسم قصي وقد تقدم ذكر مجئ أبيه إلى مكة في طلب فدائه في ترجمته وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال ما نعلم أن أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة قال عبد الرزاق لم يذكره غير الزهري قلت قد ذكره الواقدي بإسناد له عن سليمان بن يسار جازما بذلك وقاله زائدة أيضا وشهد زيد بن حارثة بدرا وما بعدها وقتل في غزوة مؤتة وهو أمير واستحلفه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إلى المدينة وعن البراء بن عازب أن زيد بن حارثة قال يا رسول الله آخيت بيني وبين حمزة أخرجه أبو يعلى وعن عائشة ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سرية إلا
(٤٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 ... » »»