التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٣٢٨
السوء ولا هم يحزنون (62) الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل يتولى التصرف فيه (63) له مقاليد السماوات والأرض مفاتيحها لا يملك أمرها ولا يتمكن من التصرف فيها غيره وهو كناية عن قدرته وحفظه لها والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون (64) قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون في الجوامع روى أنهم قالوا استلم بعض آلهتنا نؤمن بإلهك فنزلت (65) ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك من الرسل لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين (66) بل الله فاعبد رد لما أمروه به وكن من الشاكرين أنعامه عليك القمي هذه مخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله والمعنى لامته وهو ما قال الصادق عليه السلام إن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وآله بإياك أعني واسمعي يا جارة والدليل على ذلك قوله تعالى بل الله فاعبد وكن من الشاكرين وقد علم أن نبيه صلى الله عليه وآله يعبده ويشكره ولكن استعبد نبيه بالدعاء إليه تأديبا لامته وعن الباقر عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال تفسيرها لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي عليه السلام من بعدك ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وفي الكافي عن الصادق عليه السلام يعني إن أشرك في الولاية غيره قال بل الله فاعبد وكن من الشاكرين يعني بل الله فاعبد بالطاعة وكن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك وابن عمك (67) وما (1) قدروا الله حق قدره ما قدروا عظمته في أنفسهم حق تعظيمه حيث وصفوه بما لا يليق به

(1) أي ما عظم الله حق عظمته إذ عبدوا غيره وأمروا نبيه (ص) بعبادة غيره.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست