وكأني به وقد استجار بحرمي فلا يجار فأضمه في منامي إلى صدري وآمره بالرحلة من دار هجرتي فأبشره بالشهادة فيرتحل إلى ارض مقتله وموضع مصرعه لأرض كرب وبلاء وقتل وفناء فتنصره عصابة من المسلمين أولئك سادة شهداء أمتي يوم القيامة وكأني انظر إليه وقد رمي بسهم فخر من فرسه صريعا ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى من حوله وارتفعت أصواتهم بالضجيج ثم قال صلى الله عليه وآله ويقول اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي ثم قال صلى الله عليه وآله إذا كان يوم القيامة يزين العرش بكل زينه ثم يوتى بمنبرين من نور طولهما مائة ميل فيوضع أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يسار العرش ثم يؤتى بالحسن والحسين عليهما السلام فيقوم الحسن (ع) على أحدهما والحسين (ع) على الآخر يزين الرب تبارك وتعالى بهما عرشه كما تزين المرأة قرطاها ثم قال صلى الله عليه وآله إذا كان يوم القيامة تأتى ابنتي فاطمة (ع) على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين خطامها من اللؤلؤ الرطب قوائمها من الزمرد الأخضر ذنبها من المسك الأذفر عيناها من ياقوت احمر عليها قبة من نور يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها وباطنها من عفو الله وظاهرها من رحمة الله على رأسها تاج من نور وللتاج سبعون ركنا كل ركن مرصع بالدر والياقوت يضئ لأهل الجنة كما يضئ الكوكب الدري في أفق السماء عن يمينها سبعون الف ملك وجبرئيل آخذ بخطام الناقة وهو ينادى بأعلى صوته يا أهل الموقف غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يبقى يومئذ نبي ولا كريم ولا صديق ولا شهيد إلا غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين فتجوز حتى تحاذي عرش ربها جل جلاله فتنزل بنفسها عن ناقتها فتقول إلهي وسيدي احكم بيني وبين من ظلمني واحكم بيني وبين من قتل ولدى فإذا النداء من قبل الله تعالى يا حبيبتي وبنت حبيبي سلي تعطي واشفعي تشفعي وعزتي وجلالي لأجاوزن ظلم ظالم فتقول يا إلهي
(١١)