الف رجل من أهل الكوفة خاصة، سوى أهل المدائن، والبصرة، وواسط والموصل وخراسان، والري، وجرجان.
وأقام بالكوفة بضعة عشر شهرا، وارسل دعاته إلى الآفاق والكور يدعون الناس إلى بيعته، فلما دنا خروجه أمر أصحابه بالاستعداد والتهيؤ فجعل من يريد ان يفي له يستعد، وشاع ذلك فانطلق سليمان بن سراقة البارقي إلى يوسف بن عمر وأخبره خبر زيد، فبعث يوسف فطلب زيدا ليلا فلم يوجد عند الرجلين اللذين سعى إليه انه عندهما فأتى بهما يوسف فلما كلمهما استبان امر زيد وأصحابه، وامر بهما يوسف فضربت أعناقهما وبلغ الخبر زيدا - صلوات الله عليه - فتخوف ان يؤخذ عليه الطريق فتعجل الخروج قبل الأجل الذي بينه وبين أهل الأمصار واستتب لزيد خروجه وكان قد وعد أصحابه ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر سنة اثنين وعشرين ومائة فخرج قبل الأجل.
وبلغ ذلك يوسف بن عمر فبعث الحكم بن الصلت يأمره أن يجمع أهل الكوفة في المسجد الأعظم فيحضرهم فيه فبعث الحكم إلى العرفاء والشرط والمناكب والمقاتلة فأدخلوهم المسجد ثم نادى مناديه: أيما رجل من العرب والموالي أدركناه في رحبة المسجد فقد برئت منه الذمة ائتوا المسجد الأعظم. فأتى الناس المسجد يوم الثلاثاء قبل خروج زيد. وطلبوا زيدا في دار معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري فخرج ليلا وذلك ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم في ليلة شديدة البرد من دار معاوية بن إسحاق فرفعوا الهرادي فيها النيران ونادوا بشعارهم شعار رسول الله: " يا منصور أمت " فما زالوا كذلك حتى أصبحوا فلما أصبحوا بعث زيد - عليه السلام - القاسم بن عمر التبعي ورجلا آخر يناديان بشعارهما. وقال سعيد بن خيثم في رواية القاسم بن كثير بن يحيى بن صالح بن يحيى بن عزيز بن عمرو بن مالك بن خزيمة التبعي وسمي الآخر الرجل، وذكر انه صدام.
قال سعيد: وبعثني أيضا وكنت رجلا صيتا أنادي بشعاره.